إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
مجموعة محاضرات ودروس عن الحج
109571 مشاهدة
مظاهر تعظيم بيت الله الحرام

كذلك أيضا بقي على الحجاج عندما يريدون السفر أن يودعوا البيت أن يطوفوا بالبيت سبعا طواف الوداع، ويسمى طواف الصدر؛ لأنهم يصدرون بعده، فمن أقام بعده بأن بات ليلة أو بات نهارا كاملا؛ فإنه يعيده ليكون آخر عهده بالبيت يقول ابن عباس رضي الله عنهما: أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت ؛ يعني بالطواف به إلا أنه خفف عن المرأة الحائض؛ يعني لأنها قد تطول مدة انتظارها؛ فيسقط عنها طواف الوداع.
من شرف هذا البيت أنه يبدأ به؛ إذا قدم يطوف للقدوم يبدأ به فيكون تحية مكة الطواف. وإذا انتهى من أعماله ختم به ختم بالطواف؛ فيكون ابتداؤه بالطواف وانتهاؤه بالطواف؛ وذلك لأن مكة ما تميزت إلا بهذا البيت .